قصة : - الصديق " عصا " يتوكؤ عليه العاجز ..!





بسم الله الرحمن الرحيم ,







في شارع الخرائب الذي إلتقينا في آخر منعطفه ،
حينما كنت أحمل حقيبة الصف الثالث على ظهر أنهكه صغر حجمه ..
تُطل شجرة التوت ذاتها ب أغصانها الضخمه وثقتها التي كانت تجذبني وإياك ، والمقهى بنادله لم يتغيّر ومازال يصافحني بإبتسامته تلك ولكن الان اراها لوحدي وهو يُخفف عني بسؤاله عنك وكأنه اعتاد على ان يرانا معا ، أتعلمين : إفتقدُك رغم صخب الزبائن الماره به و ب الطريق الموسّدة باقدام العُشاق ... ،
تذكرين اللوحة الفنيه المقابله لَ نافذة صفوفنا الدراسيه
والماء من تحت الجسر و هو يمشي بذات الثقة منحنياً فوق الصخور ، حينما أهمس لك: كوني مثله : يؤثر بالصخور ولايتأثر يتشتت ويتماسك بذات الثقه ،
يحيي أرواحا بعد الله ..
فتبتسمين بَ ضعف ، هو ماء وانا انسانُ
فَ يهُزني ضعفكُ ويؤلمني انكسارُك ، : لاتيأسيَ ، بني الانسان يملُك اكثر من الماء قوة وثقه،
‫بذات الضعف :‬ انسانُ غيري هو من يمتلك تلك الصفات .. اما انا اسمعُ عنهن ولا اشعُر بهن
بتحفيز : والذي غيرُك كان يوما ما اقل منك واكثر يأس !
بتردد : ممم ،
‫استجمعتُ قواي عقب تردد همسة الـ " ممم " تلك : اجل اجل ، تماسكي كوني اكثر ثقة بالله لَ يزرع الثقه والقوة بنفسك يَ عزيزتي ‬
بعيون دامعه تحضنني : شُكرا لتواجدكُ بجواري . نعم الاختُ والرب انتِ
ابتسامة دامعه : وشكرا لتواجدكِ ، نحن نُكمل بعضنا ..

..

صدى " نحنُ نكُمّل بعضنا " مازال يترددُ بَ قلبي
افتقدُكِ يَ نصفي
افتقدتُ نكهة صفوف الدراسه
مَا عادت صافيا هي صافيا من بعدُك ،
تلاشت روحها وبقي الجسدُ خاليا على عروشه ..!
مكاننا المخصص هجرته هجرا جميلا
قهوتنا ذات السكر زياده بت امقتها بعدك وأتلذذ بالقهوة المره

أسأل نفسي : متى آخر مرّة كُنتُ معك ؟!
ف يجيب النبض : من يسكنني لايغيب عن البال ابدا ..!

أتعلمين منذ ان افترقنا هنا فوق هذا الرصيف الموصد ب الحديد خشية وقوع الأطفال في النهر وأنا اتحسسه كل حين بل أقضي به دقائق طوال والأدهى لايلحق الروح ملل ..!
اي طيبة تسكنك
ف انا مازلت استنشق كلماتك عطرا
و همسك خلقا
واخلاقك شعرا
وجمالك فن
بعدك أنا ك باب تعصف به ريح صرصرا عاتيه
صوت الذكرى يرهقني
والفراغ يؤلمني
وغيابك شرخ لا يلتئم
أطرق بابك كل صباح كما إعتدت فيجيبي صوت صمت يعبث بي .. ف أنزوي ألما ‪,‬ فقدا ‪,‬ حنينا ‪..‬ وأرحل بخطى بائسه الى مقعدك الدراسي ..

انشودة حزن أنا .. أرددُ ذكراكِ لَ احياء بَ امل ،
فَ الأستاذه هَنْاء : باتت تسَكُبُ لي أملا في قهوتي المرة من بعدك
فَ ترددُ لي بذات البحه : هي رحلت الى الرب ، الى السماء الى الجنه بإذن الله
لاتيأسي من بعد جسدها فَ روحها هنُا " وهي تُشيرُ الى قلبي " كوني صديقتها حقا ، صليها بَ الدعوات هي تحتاجُك الان .. هي بحاجة صديقتها لا بحاجة حُزنكَ البائس !
فَ اتذكُر حوارنُا في اسابيعك الاخيره حينما قطعتُ صخب الجو بهدوء حزين :

‫"‬
‫: كيف الحياة بلا اصدقاء . !‬
تبتسمين بهدوءك الجذاب : تسير الحياة !
ملامحي تستفهم من ردُك : نعم ..!!
بإيمان كبير وثقه : اجل ، الحياة لاتتوقف على صديق او عدو ، وفاة او ولاده .. هي تسير وبنو البشر يسيرون معها ، ومن يقف .. لا يقفُ احدُ معه ابدا لا صديق ولا حبيب !
بَ حزُن : لكن انا لا اعتقدُ اني سَ استطيع السير وحدي !
تبتسمين بثقة تدفعُني لحياة اجمل : انا اثق بك ، انتِ من زرعتي الثقة بي ومنك دافعُ للحياة انها اجمل من البياض ، و ان الصديق مَاهو الا كَ عصا يتوكؤ عليها العاجز اما نحنُ فلا عاجز بيننا ولا مريض ..
اعدُكِ اني سَ اكون جوارُك بإذن الله ،

"

اين انتِ ، لا احتاجُك .. بل اشتاقُكِ دوما ،
اسعدك الرب بَ قرُبه .. فَ انا مازلتُ اسيرُ لَ وحدي كَ ثقة الماء الحزين !
وادعوا لكَ تلقائيا في صلواتي وكأن الدُعاء لكَ أصبح رُكنا من اركان الصلاة ..

تمت ..

هناك تعليقان (2):

  1. مستقبل مبهر لكآتبه لامعه بإذن الله ..
    احببت قصتك بصدق , احببت كم الوفآء الهآئل في طيآت سطورهآ , واحببت اخلآصك ..!

    اسعدك البآري ي نقآء .. (F)

    ردحذف
  2. وعطر قد فاح بين سطورها
    بقيت أستنشقه صفاء وبياضا


    جميلــــة جداً جداً جداً ..
    ومحزنة ومفرحة معا :)


    استمري في طبيعة القصص .. فإني أراكِ بها أجمل :)

    ردحذف

تسُعدِنُي همهماتُكْ !